ثقافه شعبية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: الألعاب الشعبية في كربلاء

خالد خلف داخل
من الالعاب الشائعة للاولاد في محافظة كربلاء في موسم العطل المدرسية او في ايام الجمع او اوقات العصر اليومية لعب قد تختلف عن بقية المدن الاخرى المجاورة لمدينة كربلاء، ومن تلك الالعاب:

1- لعبة الجنجرس، وهي لعبة يجتمع فيها ستة او سبعة افراد او اكبر عدد من البنين والبنات يقفون صفا واحدا متماسكي الايدي، ويبدأ الشخص الذي يقف في رأس الصف مخاطبا جنجرس جنجرس فيجيبه الشخص الواقف في الطرف الاخر امك تبيع الفرس فيرد الشخص الاخر قائلا:سجينتكم حادة، ويجيبه الاخر اتكص اللبادة، ويعقب الاخر تنوركم حار ويجيبه الاخر يشوي الزغار فيقول الاول متسائلا اليوم عرس من؟.
فيبدأ الثاني ويسمي اللاعبين مثل (كاظم) وينادي الجميع كظملة كظملة يجيبون؟ هاشم هشملة، هشملة وهكذا حتى ينتهوا من الاسماء كلها وياتي كل واحد مكتوف اليدين يمرون من تحت ابط العريس ويبدأ بجر الواحد حتى ينقطع مثل جر الحبل فالاثنان اللذان انقطعا ياكلان الراشديات!..
لعبة وير. وير. يلعبها ستة اشخاص (بنين) وينقسمون الى شطرين 3 في مكان و2 في مكان اخر، وهم في حالة وقوف يؤتى باحدهم مغمض العينين ويعطي (قمجي) او يشماغ في حالة عدم وجود القمجي، اما الاخرون فيهربون الى جهة غير معلومة ويفتح الفريق عيونهم فيركض احد اللاعبين الهاربين خلف الشخص الذي هو خصمه مناديا (انضم ولك انضم) يكررها فيركض صاحب القمجي مناديا انضم، فاذا فارقه صاحب القمجي فالشخص الذي خلفه ينادي (تّيهني) (اي اتركني) فاذا كان صاحب القمجي قد مسك احد الهاربين وهو الخصم فيظل يضربه بالقمجي حتى ياتي الى مركز الوقوف عند بداية اللعبة فمن وصل الى المركز تكون هي الفرقة الناجحة والفرقة الثانية تخسر الرهان.
3 ـ لعبة الزعرور(اب جارور) اب جارو لفظة فارسية تفسيرها الزعرور تتالف هذه اللعبة من خمسة او ستة اشخاص وكلما زاد عددهم تكون اللعبة ذات وقع حسن يجلس ثلاثة اشخاص (لجنة) تحكيم ويتهامسون فيما بينهم فمثلا يتفقون على كلمة (تمر خستاوي) او رمان وياتي فرد من اللاعبين الباقين امام اللجنة فتعطيه القمجي اما الاخرون فهم مستعدون يتأهبون للركض تسأل اللجنة الشخص صاحب القمجي احزر لشيء ضمرناه ماهو؟ فيقول من اي شيء تجيبها للجنة من انواع التمور فيجيبهم (بربن) وتجيبه اللجنة بالنفي، وياتي الاخر يمسك القمجي فيقول (دكل) وتجيبه بالنفي، وياتي الاخر فيقول (عوينة ايوب) وتجيبه بالنفي، وياتي الاخر فيقول (خستاوي) اي انه حزر وفاز، فيركض وراهم ويضربهم بالقمجي ويظل يركض الى ان يسمع اللجنة تقول (زعرور... زعرور) عند ذلك يبدأ الراكضون بالقبض على من كان يلقيهم فان لم يمسكوا به فانه يضطر للوصول الى مركز اللعبة مناديا (سلام) فينجو حينذاك من اي جزاء او عقاب يوجه اليه، اما اذا مسكوه فانهم يغمضون عينيه ويكتفونه وياتون به الى مركز اللعبة مغمض العينين لتحاسبه اللجنة، فاذا لم يسلم فان اللجنة تسأله من الذي اتى بالقمجي فاذا عرف الاجابة سوف يعفى عنه، وان لم يعرف فانه يضرب بالقمجي ويوجه اليه سؤال اخر هو التراب تحت اي رجل من ارجل اعضاء اللجنة؟ فاذا عرف يعفى عنه وان لم يعرف يسجل عليه جرم اخر وهي ضربة واحدة تفتح عينيه ونطلق يديه ويضرب بموجب ماحوكم.
4- لعبة (حاش حاش) تختلف هذه اللعبة الشعبية باختلاف محلات مدينة كربلاء فهناك من المحلات من تسميها (وياحلال) واخرى تسميها (كير ابحاش) او (كرب حاش) كان تقول هل تستطيع سرقة شيء من عندي؟ (حاشا) وخلاصة اللعبة انها تدور حول وتد يرمي في الارض ويشد في حبل وبعد ان ينادي الاطفال وعددهم ثلاثة (بام. بين. بوم) فالشخص الاخير تقع عليه اللعبة وهذه اللعبة تجمع جمعا غفيرا من الاطفال وكل واحد منهم بيده (قمجي).
5 - لعبة الغميمينة. وتعرف لدى البغدادين بـ(الختيلة) عدد من الافراد يقلبون ايديهم وينادون جميعا (بام. بيم. بوم) فالشخص الذي تقع عليه القرعة هو الذي تغمض عيناه اما الباقون فيختفون في الحارة ويوكلون احدهم فينادي حلال ولدى سماع الشخص المغمضة عينيه (حلال) يفتح عينيه ويركض ليبحث عن اللاعبين المختفين فاذا مسك باحدهم اصبح ذلك الشخص خاسراً واذا وصل الى مركز اللعبة المحدد من قبلهم ولم يمسكه يبقى المنتصر وتتكرر اللعبة ثانية وثالثة.
6 ـ لعبة تسعة والبيضة.
ينحني احد الاشخاص في المكان المخصص للعب ويبدأ اللاعبون حسب التسلسل فوق ظهر اللاعب المنحني ويجلس الواحد بعد الاخر ثم يعد من الرقم (1) متسلسلا حتى الرقم 9 فيردد كلمة البيضة بعد الرقم التاسع مباشرة فاذا اكملها جميعا ولم يقع على الارض فهو قد ادى دوره ناجحا وان سقط اللاعب قبل اكمال العدد المذكور وجب عليه الانحناء مكان اللاعب السابق ويبدأ الثاني والثالث وهكذا.
7 ـ لعبة الصكلة. يؤتى بخمس حصوات يلعب بها اثنان او ثلاثة تنشر على الارض بمسافات متباعدة يختار احد اللاعبين واحدة من الخمس ثم يرميها الى الارض ويلتقط الاربع حصوات واحدة تلو الاخرى بشرط ان كل رمية يتناولها دون ان تسقط على الارض وبدون ان تلامس اليد الحصوات الباقية ثم يرمي الخمس حصوات ثانية ويلتقط الاربع حصوات دفعة واحدة يرمي احداها الى الاعلى ويلتقط الاربع حصوات الباقية من الارض مرة واحدة ثم يجري وضع حلقة الكف بشكل اخر وتدخل واحدة فواحدة وهناك رمية اخرى تعرف في كربلاء بالقمجي حيث ترمى الحصوة وتتغير اليد بشكل ضربة القمجي وتاخذ الرهان المقرر الذي ياخذه.
لعبة الجلكة. وتعرف بالحبسة وهذه اللعبة شبيهة بلعبة الشطرنج حيث ياخذ كل فرد نوعا معينا كنواة التمر او حصوة او ما يعادلها والجلكة تخطط بالشكل التالي مربع ذو خطين متقاطعين من الوسط وخطين متقاطعين من الجانب يمسك الشخص بيده ثلاث قطع من شكل واحد فكل فرد يحصل على مستقيم في الخط الواحد ينال نقطة واحدة فالذي ينظم اكثر عدد ممكن من الثلاثيات او النقاط المستقيمة فهو الغالب.
9- لعبة المعاضد. وهي من العاب الفتيات حيث يحفرن حفرة صغيرة في الارض وتضع كل لاعبة كمية من كسير المعاضد (الكزاز) على بعد معين من الحفرة ثم تبدأ اللعبة بواحدة منهن حيث ترمي (تجق) الكسرات واحدة فواحدة حتى تؤدي جميعها الى الحفرة وعندما يكون الكزاز كله في الحفرة تضرب الفائزة براحة يدها على فوهة الحفرة وتخرج الكسير وتمتلكها وهكذا تعاد اللعبة من جديد.
10- لعبة التكية. وهي من العاب الفتيات ايضا هذه الالعاب وغيرها دونها الاستاذ سلمان هادي الطعمة في مجلة الموسم العددان 61- 62 لسنة 2007 حيث ذكر جميع الصور الحياتية من الحياة الشعبية الكربلائية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: نهر العشار يبكي أيام جماله ويبكي بلمه العشاري

عمار علي الصافي
القناة التي تحف بها الرياض واشجار النخيل، ضاحكة الوجه الى حد ما تؤلف منظراً شعرياً وهذه المقوله للرحال الهولندي (فنهولت العام 1866)، كذلك قال (القنصل الروسي العام 1912م) البصرة الشريان الرئيس لحركة البضائع والركاب بين المدينة والنهر وضفاف العشار غاية في الجمال،

في حين قالت (الليدي دراور العام 1919) في مقدور المرء ان ينتقل فيها من بيته الى احد القوارب مباشرة ثم يطلب من القارب ان يوصله الى دكاكين العشار.
ماراً تحت الجسور او سائراً في محاذاة الشارع، ومن هذه المقدمة نبدأ مقالتنا التي - كما هو واضح تدور حول محافظة البصرة ولكن بالتحديد حول نهر العشار الذي قصده هولفت بالقناة والذي عناه القنصل الروسي بكلامة والليدي دراور ايضا، وللبصرة كما ذكرت مصادر التاريخ ما يعادل 635 نهراً حتى اطلق عليها سابقا ببندقية العرب او فينسيا الشرق من قبل الرحالة القدامى واطلق عليها الكلدانيون تسمية (بصرياثا) أي القنوات لكثرة الانهار فيها لكن ابرز هذه الانهار هو نهر العشار الذي اعطى للمدينة رونقا خاصا جعلها كالجنة المحاطة بالمياه.
ونهر العشار هو احد الانهار الاربعة الرئيسة في البصرة وسمي بهذا الاسم نسبة لجباية ضريبة العشر التي تؤخذ على المحاصيل الزراعية استنادا الى الوثائق العثمانية، ويقسم نهر العشار منطقة العشار الى نصفين حيث قديما امتاز بصفاء مائه وجماله وكانت الاشجار والبيوت الجميلة والشناشيل والدكاكين على طرفيه والزوارق الكثيرة التي تجوبه محملة بالبضائع اضافة الى الثروة السمكية الكبيرة التي كان يحتويها وكان يوجد بين مسافة واخرى مدرجات للوصول الى النهر يستعملها اهالي البصرة للركوب في الابلام (يطلق عليها البلم العشاري) والتي تمتاز بسعتها عن الابلام الاخرى الموجودة في شط العرب مثلاً من حيث سعة عدد الاشخاص حيث تستخدم للتنقل او التنزه او نقل البضاع.
وتقطع النهر عدة جسور اهمها وابرزها جسر المقام عند جامع المقام ويليه جسر الهنود او المغايز الذي كان خشبيا جنب سوق المغايز والصيدليات وجسر باور هاوس وجسر الغربان عند متوسطة البصرة وهناك جسور مشاة كثيرة ابرزها جسر يامين (الصبخة الكبيرة) عند شناشيل البصرة، كما تقع على النهر العديد من البنايانات والاماكن المهمة ففي صدر نهر العشار تشاهد سجن السراي ومخفر سوق الدجاج ومحلة سوق الدجاج والبنك العربي الذي يقع على ضفة نهر العشار (نهر الأمير) وبناية الكمرك في فوهة النهر ولحظة مرورك قرب جسر المغايز تشاهد ساعة سورين المستديرة السوداء مقابل عمارة النقيب والتي ازيلت في زمن محافظ البصرة محمد الحياني زمن حكم الرئيس عبد الكريم قاسم التي لم يبقى منها سوى الصور والذكريات، كذلك تشاهد بالقرب من هناك محال الكرزات والمقاهي والسينمات كسينما شط العرب الصيفي وسينما الحمراء الشتوية، ويوجد ايضا ساحة لنقل الركاب الى البصرة القديمة وابي الخصيب جوار عمارة النقيب (مقابل جسر الكويت حاليا) تحيط بها عدد من محال الاجهزة الكهربائية كمخزن حافظ القاضي ومخزن السيد عبد الشطري (مخزن تجهيزات اللواء) الذي كان يتوسط هذه الساحة، كما يوجد قديما العديد من الفنادق على نهر العشار اهمها فندق عراق بالاس في محلة السيف وفندق جميلة بالاس وفندق كرانداوتيل وفندق الميناء الذي يقع في محلة البجاري.
ولقد تم حفر نهر العشار في عهد الوالي العثماني محمد هدايات باشا العام 1878م من مدخل شط العرب حيث كانت بناية مديرية الكمارك هناك ثم اعيد تنظيفه في زمن عبد الله باشا العام 1890م وشارك في هذه العملية الالاف من ابناء الفلاحين والعشائر واستمر مسلسل التنظيفات للنهر نتيجة كثرة تراكم الترسبات في تلك الفترة وخسارة الكثير من اجزائه فنظف وفي عهد الوالي فخري باشا العام 1904 ثم مرة اخرى في عهد ولاية الوالي سليمان النظيف الذي تولى الحكم في تشرين الثاني العام 1910، كما طور في عهد الملكية في زمن الملك فيصل الاول وكذلك في عهد الملك غازي الابن الاكبر للملك فيصل وكذلك خلال فترة وصاية الملك عبد الاله في زمن الملك فيصل الثاني حيث تم وضع السياج الحديدي وتبليط جوانب رصيف النهر، وخلال هذه الفترة تم حفره من جديد في ثلاثينيات القرن الماضي من قبل سجناء سجن البصرة بعد ان اغلق بواسطة سدة لمنع تدفق المياه اليه وتم فتحها بعد الانتهاء من عمليات الحفر التي وصلت الى منطقة الصبخة في البصرة القديمة، كما شهد النهر الكثير من التطويرات خلال الحكم الجمهورية لكنها قلت بعد حرب الخليج الثانية حيث كان اخرها عام 1989 بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية حيث تم رصف ضفاف النهر بالحجر وانشاء جسر مقابيل مبنى المحافظة القديمة.
وبعد احتلال العراق عانى نهر العشار من النسيان والاهمال حاله كاغلب انهار محافظة البصرة حتى من ابسط الخدمات وخسرت البصرة الكثير من جماليتها بسبب تلوث مياه هذا النهر بمياه المجاري وتراكم النفايات فيه !! كما خسرت الكثير الاشجار والابنية المحيطة به والتي كانت قديما كما ذكرناها بالتقرير، واصبح نهر العشار مصدرا لكثير من الامراض.
السؤال الذي نطرحه هنا على المسؤولين والقائمين في محافظتنا العزيزة:
ما الفرق بين زمن ولاية عبد الله باشا والوقت الحالي؟ فاهل البصرة وعشائرها نفسهم اصحاب الطيبة والحب والوفاء والغيرة على محافظتهم وانا متأكد لو وجدوا الدعم من المسؤولين لشهدنا الكثير من المتطوعين الغيورين على بصرتنا الحبيبة كما حدث سابقا فنحن في زمن اكثر تطوراً في المعدات والبصرة والحمد لله تشهد استقرارا امنياً شبه تام، أفليس هذا الوقت الحقيقي لنعيد بصرتنا كما كانت قديما ونستفيد من الظروف الحالية والشركات المتواجده في عراقنا، وتبقى البصرة جميلة باهلها التي هي من اعادت الحياة لكورنيش العشار مثلا، ونهر العشار يستحق اكثر من تغييرات ارصفته بالاحجار الملونة او تطوير العدد القليل من ذنائبه واهل البصرة يستحقون الحياة الطيبة الجميلة بعد ما عانوه من ظلم الحروب السابقة وعمليات النهب والتخريب التي شهدتها البصرة ومحافظات العراق بعد احتلال عراقنا الحبيب لكن اهل البصرة تعودوا على النهوض دوما بمدينتهم فهذه المحلات تفتح من جديد وكورنيش العشار يزهو بالبصريين من جديد ومدينة الالعاب تملؤها العوائل البصرية، متأملين المستقبل الافضل لمحافظة البصرة وتكاتف المسؤولين مع اهالي البصرة للنهوض ببصرتنا الغالية نحو التطور الدائم والازدهار.